"بطوطة".. مواطنة من كيريباتي ترى أن الحياة تتغير 180 درجة عندما يأتي “الجفاف”

"بطوطة".. مواطنة من كيريباتي ترى أن الحياة تتغير 180 درجة عندما يأتي “الجفاف”
بطوطو وعائلتها

تحدثت الجدة بطوطة وهي سيدة مسنة، تبلغ من العمر 46 عاما، عن حياتها قائلة إنها كانت كالمعتاد حتى ضرب الجفاف كيريباتي.

تتذكر "بطوطة"، التي تعيش مع زوجها وابنتها وصهرها وأحفادها الثلاثة، حياتها كما كانت قبل الجفاف، قائلة: “في المنزل، كان هناك بئر نستخدمها للاستحمام والغسيل والطهي والشرب، وتم تركيب مضخة كهربائية في البئر لضخ المياه إلى الصنابير في المطبخ ودورة المياه، لضمان سهولة جلب المياه بالنسبة لنا”.

حصلت عائلة "بطوطة" على صنبور للمياه خارج منزلها من مجلس المرافق العامة PUB، وهي شركة مملوكة للحكومة مسؤولة عن توفير الكهرباء والمياه للجمهور في بيتيو وجنوب تاراوا، يتم استخدام مياه PUB التي يتم جمعها مرة كل يومين من قبل عائلة بطوطة للشرب بعد غليها.

الجفاف

ومع ذلك، اتخذت الحياة منعطفا بمقدار 180 درجة عندما عانت كيريباتي بأكملها من جفاف طويل، بلغ وضع الجفاف ذروته في منتصف عام 2022، وذلك عندما أعلن مكتب الرئيس حالة الطوارئ وناشد الجمهور الحفاظ على المياه وحذر من المخاطر الصحية المرتبطة بحالة الجفاف.

تقول "بطوطة": "بدأنا نلاحظ أن نوعية مياه الآبار لدينا قد تغيرت، زادت ملوحة المياه مع مرور الأشهر بينما أصبحت كمية مياه PUB التي نحصل عليها مرة كل يومين أقل.. وفي بعض الأحيان لم نتمكن من الحصول عليها لأكثر من 3 أيام".

تتذكر "بطوطة": "ثم أدركنا أن هذه واحدة من الأوقات الصعبة التي سنواجهها، وكان علينا أن نتصرف بسرعة بشأن كيفية الحفاظ على مياهنا لتلبية احتياجاتنا خلال هذه الأوقات".

وتضيف "بطوطة": "أغلقنا جميع الصنابير في دورة المياه والمطبخ وتركنا صنبورا واحدا مفتوحا خارج المنزل وقصرنا استخدامه على الشرب فقط.. لم تكن الحياة سهلة مع توفر المياه بشكل محدود".

في عام 2022، أجرت منظمة ChildFund، وهي منظمة شريكة لليونيسف مقرها في بيتيو، مسحا للأسر المعيشية حول تأثير الجفاف، وكشفت الدراسة الاستقصائية أن 22 مجتمعا محليا كانت الأكثر ضعفا، بما في ذلك المجتمعات الكنسية (مانيبا)، وشمل ذلك أيضا مجتمع بطوطة- نانوماتوا.

وفي جميع أنحاء هذه المجتمعات المتضررة البالغ عددها 22 مجتمعا، قامت اليونيسف بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتركيب أنظمة لتجميع مياه الأمطار، وهي خزانان لمياه الأمطار سعة 5 آلاف لتر مع جميع المواد الأخرى اللازمة لالتقاط مياه الأمطار إلى الخزان.

الأمطار تتساقط

قالت "بطوطة" وابتسامة على وجهها: "لقد كان من النعمة أن نستقبل خزانات مياه الأمطار الكبيرة هذه في مجتمعنا، وكان ذلك في الوقت المناسب أيضا لأن الأمطار كانت تتساقط مؤخرا وهي ليست كثيرة ولكنها كافية".

مياه الشرب النظيفة لعائلة بطوطة وخاصة أحفادهم، كابو وإخوتها متوفرة الآن في مجتمعهم.

تقول: "نعتمد الآن على مياه الأمطار من خزانات المجتمع ونأتي إلى هنا يوميا لجلب مياه الشرب منها".

وتعمل "اليونيسف" مع مكتب بيريتيتينتي بدعم من وكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة للاستجابة لحالة الجفاف.

تشعر الأسر والمجتمعات المحلية بالامتنان للأثر الإيجابي للدعم العيني الذي حسن سبل عيشهم للتعامل بشكل أفضل مع موسم الجفاف.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية